الاثنين، 27 أبريل 2015

كعب بن زهير

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ

مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ

وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا

لاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً

لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ

تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ

كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ

صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ

تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ

مِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ

أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّهاصَدَقَتْ

مَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَ النُّصْحَ مَقْبولُ

لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِها

فَجْعٌ ووَلَعٌ وإِخْلافٌ وتَبْديلُ

فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها

كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ

ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ

إلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ

فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ

إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ

كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلا

وما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ

أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُها

وما إِخالُ لَدَيْنا مِنْكِ تَنْويلُ

أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لايُبَلِّغُها

إلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق